
في حوار ملهم مع السيدة هند صقر، مديرة العلاقات العامة بوزارة الرياضة والشباب القطرية، تسلط الضوء على دور العلاقات العامة في تطوير القطاع الشبابي والرياضي في قطر، وجهود الوزارة في بناء جسر تواصل فعال بين الشباب والمجتمع. استعرضت السيدة هند أبرز التحديات التي تواجه الوزارة، إلى جانب المبادرات والبرامج التي تعكس رؤية قطر الوطنية 2030، وكيفية الترويج للمبادرات الرياضية والشبابية على المستويين المحلي والدولي.
بداية نود أن تحدثينا عن طبيعة عملك كمديرة للعلاقات العامة في وزارة الشباب والرياضة القطرية؟
إدارة العلاقات العامة والاتصال في الوزارة تلعب دورًا محوريًا في بناء صورة إيجابية عن الوزارة وتعزيز التواصل مع مختلف الجهات والفئات. فريقنا مسؤول عن تصميم وتنفيذ برامج إعلامية تعكس رؤية الوزارة، ورصد وسائل الإعلام المحلية والدولية، وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض.
لدينا ثلاث أقسام رئيسية: قسم العلاقات العامة الذي يركز على الاتصال الداخلي والخارجي، قسم الاتصال الذي يُعنى بالتغطية الإعلامية والتواصل مع الجمهور، وقسم التعاون الدولي الذي يدعم شراكاتنا مع المؤسسات الخارجية. عملنا يشمل تنسيق الضيافة للوفود الزائرة، الرد على الاستفسارات الإعلامية، وضمان سير العمل بسلاسة بين كافة الإدارات.
ما هي أهم التحديات التي تواجهيها كمديرة للعلاقات العامة؟
الحفاظ على سمعة الوزارة يُعد من أكبر التحديات، خصوصًا بعد التحديات الإعلامية التي واجهتنا خلال استضافة قطر لكأس العالم 2022. قمت بإعداد وثيقة مخاطر معتمدة تحدد الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع أي أزمة محتملة. التحديات الأخرى تشمل إدارة توقعات الجمهور، وضمان وصول الرسائل الصحيحة إلى المستفيدين من برامجنا.
كيف تساهم العلاقات العامة في دعم رؤية قطر الوطنية 2030؟
رؤية قطر الوطنية 2030 تعتمد على أربعة ركائز أساسية، والعلاقات العامة تلعب دورًا محوريًا في تحقيقها. نحن نعمل على تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية لقطر، بناء الشراكات مع المؤسسات المحلية والدولية، وتفعيل المبادرات التي تُشرك الشباب في صنع مستقبل مستدام. برامجنا تهدف إلى خلق بيئة تُمكّن الشباب من تطوير مهاراتهم والمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية.
ما هي الاستراتيجيات التي تتبعينها لتعزيز التواصل بين الوزارة والجمهور؟
نحن نؤمن بأن الشباب هم محور عملنا، ولهذا السبب نعطيهم الحرية في اختيار البرامج والمبادرات التي تهمهم. على سبيل المثال، منصة ‹شباب لدعم› تتيح للشباب تقديم أفكارهم ومبادراتهم بحرية. كما نحرص على تلقي الشكاوى والمقترحات بجدية والعمل على تنفيذ ما يتماشى مع استراتيجياتنا.
ما هي الأهداف المستقبلية التي تسعين إلى تحقيقها من خلال عملك في العلاقات العامة؟
أسعى إلى تحقيق رضا المستفيدين الداخليين والخارجيين. داخليًا، نطمح إلى خلق بيئة عمل مثالية لموظفي الوزارة، وخارجيًا نركز على دعم الشبــاب لتحقيق طموحاتهم، مع الترويج لمبادراتهم محليًا ودوليًا.
كيف يتم التعامل مع الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها قطر؟
تعتمد استراتيجيتنا على ستة محاور رئيسية تشمل التخطيط والتنظيم الدقيق، التسويق والترويج الفعال، التعاون مع المنظمات المحلية والدولية، تطوير البنية التحتية، تحسين تجربة الجمهور، وإدارة الأزمات بشكل استباقي. الهدف دائمًا هو تقديم تجربة متكاملة تُظهر قدرة قطر على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
ما هو الدور الذي تلعبه العلاقات العامة في الترويج للفعاليات الشبابية التي تنظمها الوزارة؟
نحن نعمل على إعداد روزنامة سنوية للفعاليات الشبابية والرياضية. يتم تصميم خطة إعلامية مفصلة لكل فعالية تشمل التغطية الإعلامية، التصوير، دعوة الإعلاميين، والترويج المدفوع على منصات التواصل الاجتماعي. فريقنا ملتزم بتقديم الدعم الكامل لضمان نجاح هذه الفعاليات.
كيف تتعاملون مع الأزمات الإعلامية التي قد تواجه الوزارة؟
نعتمد على تحليل شامل للأزمة لتحديد مستوى تأثيرها، سواء كان مرتفعًا أو منخفضًا. في الأزمات الكبرى، يتم التنسيق مع مكتب الاتصال الحكومي لإعداد الردود المناسبة. أعمل كمتحدث رسمي للوزارة في الحالات التي تتطلب توضيحات مباشرة، مع التركيز على الشفافية وإعادة بناء الثقة.
هل هناك تعاون مع مؤسسات إعلامية محلية ودولية؟ وكيف يتم تنسيقه؟
بالطبع، لدينا شراكات متعددة. على سبيل المثال، برنامج ‹شباب لدعم› الذي يُعرض على تلفزيون قطر، جاء نتيجة تعاون وثيق بين الوزارة وتلفزيون قطر. بدأنا بفكرة البرنامج، وبعد الاجتماعات والموافقة، تم تنفيذه بشكل مشترك. هذه الشراكات تُسهم في تعزيز انتشار رسائلنا ودعم أهدافنا.
ما هي أبرز المبادرات التي عملتِ عليها في الفترة الأخيرة؟
من أبرز المبادرات التي أعتز بها هي ‹كلنا مسؤول›، التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارات أخرى لتعزيز قيم المواطنة والمسؤولية المجتمعية. المبادرة تهدف إلى إشراك الشباب في تحسين بيئتهم وتقدير العمل اليدوي. رسالتها الرئيسية هي تمكين الشباب ليكونوا قوة إيجابية قادرة على إحداث التغيير في مجتمعهم.
كيف يتم تقييم نجاح الحملات الإعلامية التي تقوم بها الوزارة؟
نستخدم برنامج ‹شارك› لتحليل البيانات واستطلاعات الرأي، حيث نقيّم مدى تحقيق الأهداف المحددة لكل حملة. يتم إعداد تقارير شاملة تتضمن الدروس المستفادة لتحسين الحملات المستقبلية.
في ختام هذا الحوار الملهم مع السيدة هند صقر، مديرة العلاقات العامة بوزارة الشباب والرياضة القطرية، تتضح لنا الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة لتعزيز دور العلاقات العامة في تمكين الشباب ودعم الرياضة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. من خلال استراتيجياتها المبتكرة وتواصلها الفعّال، تعمل الوزارة على خلق بيئة داعمة تلهم الشباب لتحقيق طموحاتهم.