
في كل عام، ومع اقتراب اليوم الوطني لدولة قطر، تتجه الأنظار نحو «درب الساعي»، الفعالية التراثية الأبرز التي تُجسد تاريخ قطر العريق وتبرز الهوية الوطنية. يُقام «درب الساعي» في منطقة أم صلال، حيث تُحيي الفعاليات ذكرى جهود السُعاة الذين كانوا يحملون رسائل المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، رمز الوحدة والقيادة. الفعالية ليست مجرد احتفال، بل هي رحلة عبر الزمن تعكس روح الأصالة القطرية.
ويتضمن «درب الساعي» مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تناسب جميع أفراد الأسرة، من عروض الفنون الشعبية إلى الحرف اليدوية التقليدية التي تبرز جماليات التراث القطري، مثل السدو، الخط العربي، والصناعات اليدوية. بالإضافة إلى ذلك، تُقام معارض تاريخية تُعرّف الزوار على تاريخ قطر وتطورها، مما يعزز الوعي بأهمية التراث الثقافي.
هذه الفعاليات الرياضية هي جزء لا يتجزأ من «درب الساعي»، حيث تُقام مسابقات الفروسية، الهجن، والصيد التقليدي بالصقور. هذه الأنشطة تستقطب عشاق الرياضة التقليدية وتتيح لهم فرصة لاستكشاف جزء مهم من التراث القطري الذي يمزج بين القوة والمهارة.
ولا يقتصر «درب الساعي» على الاحتفاء بالتراث، بل يُقدم تجربة تعليمية وترفيهية غنية للأطفال والعائلات. من خلال ورش العمل التفاعلية والألعاب التقليدية والعروض المسرحية، يتيح للأطفال فرصة للتعرف على تاريخ قطر بطريقة ممتعة وبسيطة.
«كما يُمثل درب الساعي» منصة لتعزيز القيم الوطنية، حيث يجمع بين المواطنين والمقيمين للاحتفال بروح الوحدة والانتماء. الفعالية تُعزز التفاعل الاجتماعي وتوفر فرصة للتواصل بين الثقافات المختلفة، مما يعكس التنوع الثقافي في المجتمع القطري.
وتلعب المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة دورًا كبيرًا في إنجاح الفعالية، حيث تُشارك وزارات مثل الثقافة، الرياضة والشباب، والسياحة في تنظيم الأنشطة وتقديم تجربة متكاملة للزوار. تُساهم هذه الجهود المشتركة في إظهار وجه قطر الحضاري وإبراز ارتباطها العميق بتراثها.
«ولهذا يمكننا القول أن «درب الساعي» ليس مجرد فعالية محلية، بل هو رسالة تعبر عن ارتباط قطر بهويتها، ورغبتها في نقل قيمها وتراثها إلى العالم. من خلال هذه الفعالية، يتمكن الزوار من استكشاف ما يجعل قطر فريدة، بدءًا من موروثها الثقافي وحتى القيم التي تمثلها كأمة حديثة ومتطورة.