افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، مركز ومسجد «المجادِلة» في فبراير 2024 في الدوحة، ليصبح وجهة رائدة للنساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية. هذا المركز، الذي تم إنشاؤه بهدف تمكين المرأة المسلمة وتعزيز هويتها الإسلامية، يعكس رؤية تقدمية تستند إلى القيم الدينية والثقافية، ويحمل المركز اسمه من الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة، التي كانت رمزًا للجدال من أجل الحق، وهي شخصية ألهمت الأجيال الإسلامية بقدرتها على المطالبة بحقوقها بحكمة ووعي.
و لا يقتصر مركز «المجادِلة» على كونه مسجدًا للصلاة فقط، بل هو مساحة متكاملة تجمع بين العبادة والتعليم والتنمية الشخصية، حيث يحتوي المركز على فصول دراسية ومكتبة وأماكن للتجمع وحدائق، ما يوفر بيئة مثالية للنساء للتعلم والتفاعل الاجتماعي في إطار ديني وثقافي متميز. إضافةً إلى ذلك، يقدم المركز برامج تعليمية متنوعة تشمل دورات في الشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، وورش عمل تهتم بالصحة النفسية والعلاقات الأسرية، بهدف تعزيز النمو الشخصي والاجتماعي للمرأة.
وشددت صاحبة السمو في كلمتها الافتتاحية على أن المركز يمثل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة في العبادة، موضحة أن النساء غالبًا ما تكون صلاتهن في زوايا غير مهيأة داخل المساجد، مما يقلل من أهمية دورهن في المجتمع الديني ومن هنا جاءت فكرة إنشاء هذا المركز لتوفير مساحة تليق بالمرأة المسلمة، وتدعمها في رحلتها نحو تطوير الذات في الشؤون الدينية والدنيوية.
ويهدف «المجادِلة» إلى تقديم محتوى تعليمي واجتماعي شامل يُعنى بتطوير المرأة المسلمة وفقًا لمبادئ الإسلام، حيث يقدم المركز دورات تدريبية وجلسات نقاشية في مختلف المجالات فهذا المركز ليس فقط مكانًا للعبادة، بل هو منبر لتمكين المرأة المسلمة من تطوير شخصيتها ومهاراتها الاجتماعية والمهنية في بيئة تحتضن الدين والثقافة.
وقد حظي افتتاح المركز بإشادة واسعة من قبل الشخصيات العامة والأكاديميين الذين حضروا الحدث، حيث أكدوا على أهمية هذه المبادرة في تعزيز دور المرأة في المجتمع الإسلامي، وتقديم نموذج يُحتذى به في الجمع بين التعليم والعبادة والتطوير الشخصي. ويعكس «المجادِلة» تطورًا ملحوظًا في رؤية قطر للمؤسسات الدينية، حيث يتم دمج القيم الروحية بالتنمية الثقافية والاجتماعية، مما يجعله مشروعًا فريدًا يسهم في تمكين النساء وتعزيز أدوارهن داخل المجتمع